قائمة المدونات الإلكترونية

الأربعاء، 9 مايو 2012

مسجد الرفاعي


مسجد الرفاعي
قبر شاه إيران محمد رضا بهلوي
مسجد الرفاعي أحد مساجد القاهرة الأثريّة، شيد عام 1329 هجرية الموافق لعام 1911 ميلادية.
سمي بذلك الاسم نسبة إلى (أحمد عزالدين الصياد الرفاعي) أحد أحفاد الإمام أحمد الرفاعي الذي ولد بالعراق وسافر لمصر وتزوج فيها من فتاة من سلالة الملك الأفضل ابن صلاح الدين الايوبي فأعقب منه السيد علي ابي الشباك. ويتميز المسجد التفاصيل الدقيقة في الزخارف على الحوائط الخارجية والعمدان العملاقة عند البوابة الخارجية. وكانت والدة الخديوي إسماعيل هي أكثر من أراد بناء هذا المسجد. وقد استمر بناء هذا المسجد 40 عام.و يحتوي مسجد الرفاعي على العديد من مقابر أكثر أفراد الأسر الحاكمة في مصر لهذا أصرت خوشيار هانم والدة الخيديوي إسماعيل على بنائه وكلفت أكبر مهندسي مصر (في وقته) حسين فهمي باشا بتصميمه. ويوجد بداخل المسجد قبر الملك فاروق الأول، والخديوي إسماعيل ووالدته وقبر شاه إيران رضا بهلوي و محمد رضا بهلوي .

مساحته

و قد تم بناء مسجد الرفاعي على شكل مستطيل.على مساحة 6500 متر مربع منها 1767 متر مربع لخدمة الصلاة.تاريخ بنائه
و قد بني على الطراز المملوكي الذي كان سائدا في القرنين ال 19 وال 20.و قد كان يشبة المباني في أوروبا في ذلك الوقت. وقد تم استيراد مواد البناء المستخدمة من أوروبا. و قد كان بنائه مستمرا بشكل جيد حتي وفاة المهندس حسين فهمي وبعده خوشيار هانم والتي أوصت بأن يتم دفنها فيهو بعدها توفي ابنها الخيديوي إسماعيل وتم دفنه بجانبها وكل هذا أدى إلى توقف عملية البناء 25 سنة. و خلال حكم عباس حلمي الثاني أمر ماكس هرتز باشا ومساعده الإيطالي كارلو فيرجيليو سيلفايني باكمال بنائه. والذين قاما بإكماله بدون خرائط المهندس الأصلي. و قد تم الانتهاء من بنائه في عام 1911 وفتح لصلاة الجمعة في 1912.
يقع المسجد في مواجهة مسجد السلطان حسن بمنطقة القلعة بمصر القديمة.


حاليا
مسجد الرفاعي
يعتبر مسجد الرفاعي الآن مقصدا للسياح بمختلف اجناسهم لزيارته، ويتوافد أيضا السياح لزيارة قبر شاه إيران وغيره. ويمارس بعض الناس هناك الطريقة الرفاعية وقراءة القرآن وزيارة قبر الرفاعي بين أوقات الصلاة


مراجع

مسجد محمد علي .


مسجد محمد علي بالقلعة
مسجد محمد علي هو مسجد مبني على الطراز العثماني، على غرار مسجد أياصوفيا بإسطنبول، بناه محمد علي باشا بداخل قلعة صلاح الدين بالعاصمة المصرية؛ القاهرة، ما بين الفترة من 1830 إلى 1848.






تاريخ

ظلت القلعة منذ ان أنشأها صلاح الدين الأيوبي مقرًا للحكم في الدولة الأيوبية ودولة المماليك، وفى عهد الولاة العثمانيين ثم في عهد الأسرة العلوية، واستمرت كذلك إلى عصر الخديوي إسماعيل حيث اتخذ قصر عابدين العامر مقرًا للملك. وقد أخذ محمد على الكبير رأس الأسرة العلوية المصرية ومؤسس مصر الحديثة، بعد أن قام بإصلاح أسوار القلعة، بإنشاء القصور والمدارس ودواوين الحكومة بها، وتوج منشآته هذه بإنشاء مسجده الذي يشرف على مدينة القاهرة بقبابه ومآذنه.
وقد شرع في إنشائه سنة 1246 هجرية 1830م على أطلال أبنية قديمة مخلفة من مباني المماليك وتمت عمارته في سنة 1265 هجرية 1848م، وفي عهد عباس باشا الأول تمت نقوشه وزخارفه. وقد بنى هذا المسجد على نسق المساجد العثمانية المشيدة في إستانبول، وتخطيطه مربع الشكل طول ضلعه 41 مترا، تغطيه في الوسط قبة كبيرة قطرها 21 مترا وارتفاعها 52 مترا محمولة على أربعة عقود كبيرة مرتكزة على أربعة أكتاف ضخمة، وحول هذه القبة أربعة أنصاف قباب، في كل جهة نصف قبة، وتغطى أركان المسجد أربع قباب صغيرة، ذلك عدا نصف قبة أخرى تغطى بروز القبلة الناتئ من الجنب الشرقى للمسجد. ويكسو جدرانه من الداخل والأكتاف الأربعة بارتفاع 11.30 متر كسوة من المرمر تعلوها نقوش ملونة، ويحلى القباب وأنصاف القبة زخارف بارزة منقوشة ومذهبة. وفى الجهة الغربية من المسجد تقوم دكة المبلغ وهي محولة على أعمدة وعقود من المرمر، واتخذ درابزينها ودرابزينات ممرات القباب من البرنز المشغول. وفى الركن الغربي القبلى منه يقع قبر محمد على الكبير تعلوه تركيبة رخامية مدقوق بها زخارف وكتابات جميلة، ويحيط به مقصورة من البرونز المشغول بشكل بديع، أمر بعملها عباس باشا الأول.
تذكر المراجع والمصادر المختلفة انه لما انتهى محمد علي باشا من إصلاح قلعة صلاح الدين الأيوبي وإنشاء المدارس والقصور والمدارس، قرر أن يبني جامعًا تقام فيه الصلوات ويكون به مدفن يدفن به.
  • بدأ العمل بإنشاء الجامع عام 1830 وتواصل العمل بلا انقطاع حتى وفاة محمد علي باشا سنة 1845، حيث دفن في المقبرة التي كان قد أعدها لنفسه.
  • في عهد الخديو عباس باشا الأول تم إتمام أعمال النقش بالبوابات وأعمال الرخام، كما أمر بتعيين القراء ورصد الخيرات على الجامع.
  • في عهد سعيد باشا تم عمل احتفالات رسمية لمدة خمس ليال من كل عام وهي:
ليلة الاسراء والمعراج، ليلة النصف من شعبان، ثم ثلاث ليال من شهر رمضان هي ليلة 13 ذكري وفاة محمد علي باشا، وليلة 14 رمضان حين تم دفنه ،وأخيرا ليلة القدر.
  • في عهد الخديو إسماعيل تم عمل أبواب نحاسية جديدة للجامع وأحاطه بالأسوار وأنشأ له دورة مياه.
  • في عصر الملك فؤاد قامت لجنة حفظ الآثار المصرية العربية بإزالة القبة الكبيرة وما حولها من قباب صغيرة ليعاد بناءها مرة أخرى مع مراعاة الأبعاد المعمارية الأصلية من حيث التصميم والزخارف.
  • وصف المسجد
المسجد في مجموعه مستطيل البناء وينقسم إلى قسمين :القسم الشرقى وهو المعد للصلاة ،والغربي وهو الصحن تتوسطه فسقية الوضوء، وبكل من القسمين بابان متقابلان أحدهما قبلى والاخر بحرى فالقسم الشرقى مربع الشكل طول ضلغه من الداخل 41 مترا تتوسطه قبة مرتفعة قطرها 21 مترا وارتفاعها 52 مترا عن مستوى أرضية المسجد محمولة على أربعة أكتاف مربعة يحوطها أربعة أنصاف قباب ثم نصف قبة خامس يغطى بروز المحراب وذلك خلاف أربع قباب أخرى صغيرة بأركان المسجد.
وقد كسيت جدران المسجد من الداخل والخارج بالرخام الابستر المستورد من محاجر بني سويف وكذلك الأكتاف الأربعة الداخلية الحاملة للقبة. وقد كسيت جميع جدران المسجد أعلى الكسوة الرخامية من الداخل ببياض حلى بنقوش ملونة مذهبة. أما القبة الكبيرة وأنصاف القباب فقد حليت بزخارف بارزة ملونة مذهبة.
والقسم الثاني وهو الصحن تتوسطه فسقية الوضوء، وبمؤخرة برج الساعة التي أهداها إلى محمد على لويس فيليب ملك فرنسا سنة 1845م. وللمسجد منارتان رشيقتان بارتفاع 84 مترا عن مستوى أرضية الصحن.
والمنبر الأصلى للمسجد هو المنبر الكبير المصنوع من الخشب المحلى بزخارف مذهبة، أما المنبر المرمرى الصغير الواقع إلى يسار المحراب، فقد أمر بعمله الملك فاروق في سنة 1358 هجرية = 1939م. ويضاء المسجد بالثريات البلورية الجميلة تحيط بها مشكاوات زجاجية نسقت بأشكال بديعة. ويقوم على طرفى الجنب الغربي للمسجد منارتان رشيقتان أسطوانيتا الشكل بنيتا أيضا على طراز المآذن التركية، وارتفاع كل منهما 82 مترا من الأرض. وللمسجد ثلاثة أبواب أحدها في منتصف الجنب البحرى، والثاني في مقابله في منتصف الجنب القبلى، والثالث في منتصف الجنب الغربي، ويؤدى إلى صحن متسع مساحته 53 في 53 مترا يغلف جدرانه كسوة من المرمر، ويحيط به أربعة أروقة عقودها وأعمدتها من المرمر أيضا، وبوسطه مكان الوضوء وهو عبارة عن قبة محمولة على ثمانية أعمدة لها رفرف محلى بزخارف بارزة مذهبة، كما أن باطن القبة محلى بنقوش ملونة ومذهبة تمثل مناظر طبيعية، والقبة مكسوة كقباب المسجد بألواح من الرصاص وبأسفلها صهريج المياه وهو مثمن تغطيه قبة صنعت جميعها من المرمر المدقوق بزخارف بارزة. ويقوم أعلى منتصف الرواق الغربي للصحن برج من النحاس المزخرف بداخله ساعة دقاقة أهداها ملك فرنسا لويس فليب إلى محمد على باشا سنة 1845م.
معرض الصور

مسجد ابن طولون


جامع أحمد بن طولون
Kairo Ibn Tulun Moschee BW 4.jpg
باحة المسجد
عن الأثر
دولة الإنشاءالدولة الطولونية
اسم المنشيءأحمد بن طولون،
و جدده السلطان المنصور لاجين في العصر المملوكي  
سنة الإنشاءبدأ في بنائه سنة 263 هجرية = 876/ 77م
وأتمه سنة 265 هجرية = 879م
الموقعميدان ابن طولون - حي السيدة زينب
ملاحظاتواحد من أقدم مساجد القاهرة، ومنارته هي الوحيدة من نوعها في مصر: 30°01′44″ش 31°14′58″ق (خارطة)

مسجد ابن طولون هو مسجد أقامه أحمد بن طولون عام 263 هـ. أنفق أحمد بن طولون 120 ألف دينارفي بنائه، وقد اهتم بالأمور الهندسية في بناء المسجد. مئذنة المسجد هي أقدم مئذنة موجودة في مصر. يعد مسجد ابن طولون المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملوية المدرجة. قام السلطان لاجين بإدخال بعض الإصلاحات فيه، وعين لذلك مجموعة من الصناع، كما أمر بصناعة ساعة فيه، فجعلت قبة فيها طيقان صغيرة على عدد ساعات الليل والنهار وفتحة، فإذا مرت ساعة انغلقت الطاقة التي هي لتلك الساعة وهكذا، ثم تعود كل مرة ثانية. وفي عهد الأيوبيين أصبح جامع ابن طولون جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة، وكذلك الحديث والطب إلى جانب تعليم الأيتام. طولون هو أحد المماليك الأتراك الذين أهداهم عامل بخارى إلى الخليفة المآمون، وخدم في البلاط العباسى حتى بلغ مصاف الأمراء، ونشأ ابنه أحمد بن طولون - نشأة الأمراء. فلما تولى باكباك إمارة مصر من قبل الخليفة العباسى أناب أحمد عنه في ولايتها فقدم إليها سنة 254 هجرية == 868م، ثم حدث أن تولى مصر حميه الأميرماجور بعد وفاة باكباك فأقره على ولايتها. وكانت ولاية بن طولون على مصر أول الأمر قاصرة علىالفسطاط فقط، أما أمر الخراج فكان موكولا إلى ابن المدير، فما زال أحمد يوسع في نفوذه حتى شمل سلطانه مصر جميعها، وتولى أمر الخراج وتوسع حتى الشام وبرقة مؤسسا الدولة الطولونية التي حكمت مصر من سنة 254 إلى 292 هجرية = 868 إلى 905م وتوفى سنة 270 هجرية == 884م وتأتي أهمية أحمد بن طولون من أنه تتمثل فيها النقلة التي انتقلتها مصر من ولاية تابعة لـ الخلافة العباسية إلى دولة ذات استقلال ذاتى.



الجامع
أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم وأنشأ الميدان أمامه، وبعد أن انتهى من تأسيس مدينة القطائع، شيد جامعه على جبل يشكر فبدأ في بنائه سنة 263 هجرية : 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية : 879م وهذا التاريخ مدون على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة. الجامع وإن كان ثالث الجوامع التي أنشئت بمصر، يعتبر أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية، حيث أن أول هذه الجوامع جامع عمرو الذي بنى سنة 21 هجرية / 642م، ولم يبق أثر من بنائه القديم، كما أن ثانيهما وهو جامع العسكر الذي بنى في سنة 169 هجرية : 785/ 86م قد زال مع انتهاء العسكر.
تمت الإصلاحات في هذا الجامع عدة مرات، كما امتدت إليه يد التدمير والخراب في فترات من عصوره المختلفة، شأنه في ذلك شأن كثير من المساجد الأخرى. ففى سنة 470 هجرية : 1077/ 78م قام بدر الجمالى، وزير الخليفة المستنصر الفاطمى ببعض إصلاحات بالجامع، ووُضعت على لوح رخامى بأعلى أحد أبواب الوجهة البحرية، وأمر الخليفة المستنصر بعمل محراب من الجص برواق القبلة، شديد الإتقان، بالإضافة إلى محرابين جصيين آخرين ينتمي أحدهما إلى العصر الطولونى، والثاني في العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة أيضا.
بعد أن أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم وأنشأ الميدان أمامه وبعد أن فرغ من تأسيس مدينة القطائع شيد جامعه الكبيرعلى جبل يشكر فشرع في بنائه سنة 263 هجرية / 876/ 77م وأتمه سنة 265 هجرية/ 879م ووجد هذا التاريخ مدون هذا التاريخ على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة. ويعتبر جامع أبن طولون ثالث الجوامع التي أنشئت بمصر كما يعتبر أيضاً من أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية،
القبطى سعيد بن كاتب الفرغانى الذي بنى جامع أبن طولون
قال جامع السيرة الطولونية‏:‏ وأما رغبته في أبواب الخير فكانت ظاهرة بينة واضحة فمن ذلك بناء الجامع والبيمارستان ثم العين التي بناها بالمغافر وبناها بُنْيَةً صحيحة ورغبة قوية حتى أنها ليس لها نظير ولهذا اجتهد المادرانيون وأنفقوا الأموال الخطيرة ليحكوها فأعجزهم ذلك لأنها وقعت في موضع جيرانه كلهم محتاجون إليها وهي مفتوحة طول النهار لمن كشف وجهه للأخذ منها ولمن كان له غلام أو جارية والليل للفقراء والمساكين فهي حياة ومعونة‏.‏
اتخذ لها مستغلًا فيه فضل وكفاية لمصالحها والذي تولى لأحمد بن طولون بناء هذه العين رجل نصرانيّ اسمه سعيد بن كاتب الفرغانى حسن الهندسة حاذق بها وإنه دخل إلى أحمد بن طولون في عشية من العشايا فقال له‏:‏ إذا فرغت مما تحتاج إليه فأعلمني لنركب إليها فنراها فقال‏:‏ يركب الأمير إليها في غد فقد فرغت وتقدّم النصرانيّ فرأى موضعًا بها يحتاج إلى قصرية جير وأربع طوبات فبادر إلى عمل ذلك وأقبل أحمد بن طولون يتأمل العين فاستحسن جميع ما شاهده فيها ثم أقبل إلى الموضع الذي فيه قصرية الجير فوقف بالاتفاق عليها فلرطوبة الجير غاصت يد الفرس فيه فكبا بأحمد ولسوء ظنه قدر أن ذلك لمكروه أراده به النصراني فأمر به فشق عنه ما عليه من الثياب وضربه خمسمائة سوط وأمر به إلى المطبق وكان المسكين يتوقع من الجائزة مثل ذلك دنانير فاتفق له اتفاق سوء‏.‏ انصرف أحمد بن طولون وأقام النصرانيّ إلى أن أراد أحمد بن طولون بناء الجامع فقدّر له ثلاثمائة عمود فقيل له ما تجدها أو تنفذ إلى الكنائس في الأرياف والضياع الخراب فتحمل ذلك‏.‏ فأنكره ولم يختره وتعذب قلبه بالفكر في أمره وبلغ النصرانيّ وهو في المطبق الخبر فكتب إليه‏:‏ أنا أبنيه لك كما تُحب وتختار بلا عمد إلاّ عمودي القبلة فأحضره وقد طال شعره حتى تدلى على وجهه فبناه‏.‏
قال‏:‏ ولما بنى أحمد بن طولون هذه السقاية بلغه أن قومًا لا يستحلون شرب مائها قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم الفقيه‏:‏ كنت ليلةَ في داري إذ طُرِقَتْ بخادم من خدّام أحمد بن طولون فقال لي‏:‏ الأمير يدعوك فركبت مذعورًا مرعوبًا فعدل بي عن الطريق فقلت‏:‏ أين تذهب بي فقال‏:‏ إلى الصحراء والأمير فيها‏.‏ فأيقنت بالهلاك وقلت للخادم‏:‏ الله اللّه فيّ فإني شيخ كبير ضعيف مسنّ فتدري ما يُراد مني فارحمني‏.‏ فقال لي‏:‏ احذر أن يكون لك في السقاية قول‏.‏ وسرت معه وإذا بالمشاعل في الصحراء وأحمد بن طولون راكب على باب السقاية وبين يديه الشمع فنزلت وسلمت عليه فلم يردّ عليّ فقلت‏:‏ أيّها الأمير إنّ الرسول أعنتني وكدني وقد عطشت فيأذن لي الأمير في الشرب فأراد الغلمان أن يسقوني فقلت‏:‏ أنا آخذ لنفسي فاستقيت وهو يراني وشربت وازددت في الشرب حتى كدت أنشق ثم قلت‏:‏ أيها الأمير سقاك الله من أنهار الجنة فلقد أرويت وأغنيت ولا أدري ما أصف أطيب الماء في حلاوته وبرده أم صفاءه أم طيب ريح السقاية قال‏:‏ فنظر إليّ وقال‏:‏ أريدك لأمر وليس هذا وقته فاصرفوه‏.‏ فصُرِفتُ‏.‏ فقال لي الخادم‏:‏ أصبت‏.‏ فقلت‏:‏ أحسن اللّه جزاءك فلولاك لهلكت‏.‏
كان مبلغ النفقة على هذه العين في بنائها ومستغلها أربعين ألف دينار وأنشد أبو عمرو الكنديّ في كتاب الأمراء لسعيد القاص أبياتًا في رثاء دولة بني طولون منها في العين والسقاية‏:‏ وعينُ معينِ الشُربِ عينٌ زكيةٌ وعينُ أجاجٍ للرّواةِ وللطُهْرِ كأنّ وفودُ النيل في جنباتِها تروحُ وتغدو بينَ مد إلى جزرِ فأرك بها مستنبطًا لمعينها من الأرضِ من بطنٍ عميق إلى ظهرِ يمرُّ على أرضِ المغافِرِ كلها وشعبانُ والأحمورُ والحيّ من بشرِ قبائلُ لا نوءُ السحابِ يمدُّها ولا النيلُ يرويها ولا جدولٌ يجري وقال الشريف محمد بن أسعد الجوّانيّ النسابة في كتاب الجوهر المكنون في ذكر القبائل والبطون‏:‏ سريع فخذ من الأشعريين هم ولد سريع بن ماتع من بني الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان وهم رهط أبي قبيل التابعيّ الذي خطف اليوم الكوم شرقيّ قناطر سقاية أحمد بن طولون المعروفة بعفصة الكبيرة بالقرافة‏.‏

بدر الجمالى وإصلاح جامع أبن طولون

في سنة 470 هجرية : 1077/ 78م قام بدر الجمالى وزير الخليفة المستنصر الفاطمى بإصلاحات في الجامع وجدت مثبته على لوح رخامى مركب أعلى أحد أبواب الوجهة البحرية وحسب أمر الخليفة المستنصر صنع محراب من الجص بأحد أكتاف رواق القبلة هذا بالإضافة إلىا محرابين جصيين آخرين صنع أحدهما في العصر الطولونى مع بناء الجامع والثاني في العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة

الملك فؤاد الأول وإصلاح جامع أبن طولون
قامت حفظ الآثار العربية سنة 1882م بترميمه وإصلاحه في سنة 1918م بأمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا وتخلية ما حوله من الأبنية ورصد لذلك أربعون ألف جنيه أنفقت في تقويم ما تداعى من بنائه وتجديد أسقفه وترميم بياضه وزخارفه.

تركيب الجـامع

القبة التي تتوسط صحن المسجد
يتكون جامع أبن طولون ويبلغ طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا يحيط به من ثلاثة جهات - البحرية والغربية والقبلية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 متراويكون الجامع مع هذه الزيادات مربعا طول ضلعه 162 متر على وجه التقريب من صحن مكشوف مربع طول ضلعه 92 مترا يتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة وبوسطها حوض للوضوء ويوجد سلم داخل سمك حائطها البحرية يصعد منه إلى منسوب الرقبة,. ويحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة ويشتمل على خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع استديرت أركانها على شكل أعمدة ملتصقة ويشمل كل من الأروقة الثلاثة الأخرى على صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع وبأسفلة ركب الإزار الخشب القديم المكتوب عليه من سور القرآن الكريم بالخط الكوفى المكبر. الصورة المقابلة بواكى جامع أبن طولون ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة في نوعها والتي لا توجد مثيلة لها في مآذن القاهرة وأغلب الظن أنها اقتبست سلمها الخارجى من المنارة الأصلية للجامع وبنيت على نمط مئذنة سامرا وهي بنيت مربعة من أسفل ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا.
شبابيك جامع أبن طولون جصية مفرغة متنوعة الأشكال ومختلفة العهود بين كل منها تجويفة مخوصة، أما الوجهات تنتهى أسوار الزيادات بشرفات مفرغة ويقابل كل باب من أبواب الجامع بابا في سور الزيادة ذلك عدا بابا صغيرا فتح في جدار القبلة كان يؤدى إلى دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون شرق الجامع. ويتوسط جدار القبلة المحراب الكبير الذي لم يبقى من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التي تكتنفه وأعلى الجزء الواقع أمام المحراب قبة صغيرة من الخشب بدائرها شبابيك جصية مفرغة محلاة بالزجاج الملون وبجانب المحراب منبر عمله السلطان لاجين أيضا وحل محل المنبر الأصلى وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف دقيقة بارزة وهذا المنبر والتجديد تم في حشوه فقط لهذا يعتبر من حيث القدم ثالث وأجمل المنابر القائمة بمصر.

المنابر القديمة الجميلة في مصر
  • المنبر الأول: منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسينا والذي أمر بصناعته الأفضل شاهنشاه في أيام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنة 500 هجرية : 1106م
  • المنبر الثاني: منبر المسجد العتيق بقوص الذي أمر بصناعته الصالح طلائع في سنة 550 هجرية : 1155م..
  • الجامع واصلاحات السلطان لاجين

مأذنة المسجد ذات السم الخارجي كما تبدو من داخله
أهم إصلاح أدخل على الجامع هو ذلك الذي قام به السلطان حسام الدين لاجين سنة 696 هجرية : 1296/ 97م فقد أنشأ:
  • القبة المقامة وسط الصحن عوضا عن القبة التي شيدها الخليفة الفاطمى  : العزيز بالله سنة 385 هجرية : 995م والتي كان قد أقامها بدلا من القبة الأصلية التي احترقت سنة 376 هجرية : 986م.
  • المئذنة الحالية ذات السلم الخارجى.
  • المنبر الخشبى.
  • كسوة الفسيفساء والرخام في المحراب الكبير.
  • قاعدة القبة التي تعلو هذا المحراب.
  • العديد من الشبابيك الجصية،
  • محرابا من الجص مشابها للمحراب الأصلى بالكتف المجاورة له،
  • سبيلا بالزيادة القبلية وقد جدده قايتباى فيما بعد ثم قامت بترميمه إدارة حفظ الآثار العربي.
للسلطان لاجين قصة رواها السيوطي في كتابه التاريخي: حسن المحاضرة في أخبار مصر القاهرة، مفادها أن لاجين كان أحد المماليك الذين قاموا بقتل الملك الأشرف خليل بن قلاون، ومن ثم أخذ مماليك وحلفاء الأشرف في طي البلاد بحثا عنه ليثأروا، فما كان من لاجين إلا أن احتمى في منارة هذا الجامع الذي كان قد هجرته الناس وتحول إلى مربط للخيل ومكانا للمسافرين، وينذر على نفسه نذرا إن مرت هذه المحنة بسلام، فسيتكفل بتجديد وإعمار المسجد مرة أخرى.
وتدور الأيام ويتولى لاجين عرش مصر، ويسمى بالمنصور، فيوفى بنذره، ويعيد إعمار الجامع بعد تدميره بأكثر من 400 عام، فنذر له المال والأوقاف وبلّطه، وبنى ميضأة، وجعل فيه كتاب لتعليم الأطفال وزرع حوله البساتين وأزال الخراب من حوله متكلفا مالا جما. بحسب السيوطي

أستخدامات الجامع في العصر الحديث واعمال الترميم له
في القرن الثاني عشر الهجرى - الثامن عشر الميلادى - كان هذا الجامع يستعمل كمصنع للأحزمة الصوفية، كما استعمل في منتصف القرن الثامن عشر ملجأ للعجزة. ثم أتت لجنة حفظ الآثار العربية سنة 1882م، وأخذت في إصلاحه وترميمه، إلى أن كانت سنة 1918م حين أمر الملك فؤاد الأول بإعداد مشروع لإصلاحه إصلاحا شاملا، وتخلية ما حوله من الأبنية، راصدا لذلك أربعون ألف جنيه، أنفقت في تقويم ما تداعى من بنائه، وتجديد السقف، وترميم زخارفه إلى أن أعيد ترميمه وافتتاحه في عام 2005، كواحد من 38 مسجد تم ترميمهم ضمن مشروع القاهرة التاريخية، وقد أعلنت وزارة الثقافة أن إعادة ترميم الجامع تكلفتها تجاوزت 12 مليون جنيه.

المعمار والفنون الأخرى

السور الخارجي للمسجد والزخارف التي تعلوه
يتكون هذا الجامع من صحن أوسط مكشوف، متساوس الأضلاع تقريبا، طول ضلعه 92 مترا، وتتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة، موضوعة على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة، وبوسطها ميضأه، والملاحظ فيها هو وجود سلم داخل سلم حائطها البحرية، يصعد منه إلى أعلى الرقبة. ويحيط بالصحن أربعة أروقة، أكبرها رواق القبلة وبه خمسة صفوف من العقود المدببة المحمولة على أكتاف مستطيلة القطاع، مستديرة الأركان على شكل أعمدة ملتصقة، أما الأروقة الثلاثة الأخرى فبها صفين فقط. ويغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب حديث الصنع، عمل على نفس نمط السقف القديم، وبأسفلة أعيد وضع الإزار الخشبى القديم، المكتوب عليه من الآيات القرآنية بـالخط الكوفى المكبر.
طول الجامع 138 مترا وعرضه 118 مترا تقريبا، يحيط به من ثلاثة جهات - الشمالية والغربية والجنوبية - ثلاث زيادات عرض كل منها 19 مترا على وجه التقريب، مكوّنين مع الجامع مربعا طول ضلعه 162 مترا، ويتوسط الزيادة الغربية الفريدة في نوعها مئذنه الجامع، والتي لا توجد مثيلها في مآذن القاهرة وأغلب الظن أنها بنيت على اساسات المئذنه الأصلية للجامع، ذلك لأن هذه المئذنه بنيت في العهد المملوكي، ولعلها قد بنيت على طراز مئذنة جامع سامراء، وهي مربعة من الأسفل، ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها أربعين مترا.

أقواس المسجد والزخارف الموجودة بها
وجهات الجامع الأربع تمتاز بالبساطة، وليس بها من أنواع الزخرف سوى صف من الشبابيك الجصية المفرغة المتنوعة الأشكال والمختلفة العهود، والتي تنتهى بشرفات مفرغة بديعة. وأمام كل باب من أبواب الجامع، يوجد باب في السور الزيادة - الخارجي -، بالإضافة إلى باب صغير فتح في جدار القبلة، وقد كان يؤدى إلى دار الإمارة التي أنشأها أحمد بن طولون في شرق الجامع.
جدار القبلة يتوسطه المحراب الكبير، الذي لم يبقى من معالمه الأصلية سوى تجويفه والأعمدة الرخامية التي تكتنفه، وما عدا ذلك فمن عمل السلطان لاجين كما تقدم. بأعلى الجزءالواقع أمام المحراب توجد قبة صغيرة من الخشب، تحيطها شبابيك جصية مفرغة مشغولة بالزجاج الملون، وإلى جانب المحراب يوجد منبر أمر بعمله السلطان لاجين أيضا، وحل محل المنبر الأصلى، وهو مصنوع من الخشب، على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف بارزة، وهذا المنبر يعتبر من أقدم منابر مساجد القاهرة، فيعتبر من حيث القدم ثالث المنابر القائمة بمصر: فأولها منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسيناء، والذي أقامه الأفضل شاهنشاه في أيام الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله سنة 500 هجرية : 1106م، وثانيها منبر المسجد العتيق ب قوص الذي أمر بعمله الصالح طلائع سنة 550 هجرية : 1155م. أما الزخارف الجصية المتعددة، والزخارف التي استخدمت في الأبواب، فيلاحظ تأثرها الكبير بجامع سامراء، حيث بدأت الأسرة الطولونية هناك قبل أن تنشئ دولتها في مصر.

المراجع
  • كتاب (مساجد مصر وأولياؤها الصالحون) - سعاد ماهر " بُنِيَ عليه غالب المقالة"
  • كتاب الخطط التوفيقية لعلي مبارك الجزء الرابع
  • كتاب حسن المحاضرة في أخبار مصر القاهرة - السيوطي
  • نشرات وزارة الثقافة الخاصة بآثار القاهرة.